المزاجات (الأخلاط الأربعة)
مذهب الأخلاط هو نظام طبي مفصل لتركيب وعمل الجسم البشري، اعتمدته المدرسة اليونانية القديمة والأطباء الرومانيين والفلاسفة اليونانيين، ويقوم على افتراض أن وجود فائض أو نقص في أي من الأربعة عناصر المتميزة السوائل الجسدية في شخص – المعروفة باسم المزاجات أو الأخلاط- يؤثر مباشرة على مزاج الانسان وصحته.
ونظام الأخلاط الطبي هو فردي للغاية، فيقال أن كل مريض له تكوينه الخاص من الأخلاط الفريدة. وعلاوة على ذلك، فإنه يشبه نهج شامل للطب كما تم التأكيد على الصلة بين العمليات العقلية والجسدية من قبل هذا الإطار. تم اعتماد النظرية الخلطية قديماً بدئاً من أبقراط، واستعملها اليونانيين والرومان وصولًا لابن سينا، وأصبحت وجهة النظر الأكثر شيوعا للجسم البشري بين الأطباء الأوروبيين حتى ظهور البحوث الطبية الحديثة في القرن التاسع عشر.
تُنسب المزاجات الأربعة عادةً إلى تطورات المزاجات الأربعة للفلاسفة اليونانيين أرسطو وأبقراط وجالينوس، إلا أنه يمكن أيضًا إرجاعها إلى الهند ومصر وبلاد ما بين النهرين، ولا تزال تُستخدم في العديد من التقاليد اليوم، مثل الأيورفيدا، والطب اليوناني، والطب الصيني التقليدي.
تصف المزاجات الصفات الأساسية للصحة وعلم النفس، وهي مزيج من العناصر الأربعة (الأرض والماء والهواء والنار) والصفات الأربع (البارد والساخن والرطب والجاف).
يتألف النموذج الأشهر من أربعة أخلاط وصفها أبقراط وطورها جالينوس لاحقًا. الأخلاط الأربعة للطب الأبقراطي هي السوداء (باليونانية: μέλαινα χολή، السوداوية)، والصفراء (باليونانية: ξανθη χολή، الصفراوية)، والبلغم (باليونانية: φλέγμα، البلغمية)، والدم (باليونانية: αἷμα، الدموية). يتوافق كل خلط مع أحد المزاجات الأربعة التقليدية. بناءً على الطب الأبقراطي، اعتُقِد أن الأخلاط الأربعة يجب أن تكون متناسبة مع بعضها من حيث قوة وكمية كل خلط ليكون الجسم سليمًا. عُرف التمازج والتوازن المناسب للأخلاط الأربعة باسم «استواء الأخلاط». أدى اضطراب توازن الأخلاط وانفصالها إلى حدوث الأمراض.
اعتقد جالينوس أيضًا أن صفات الروح تتبع لمزائج الجسم ولكنه لم يطبق هذه الفكرة على الأخلاط الأبقراطية. آمن أن البلغم لا يؤثر على الشخصية. ويقول في حول طبيعة الإنسان لأبقراط: «تنتج الفطنة والذكاء (ὀξὺ καὶ συνετόν) عن الصفراء في الروح، والمثابرة والاتساق (ἑδραῖον καὶ βέβαιον) عن الخلط السوداوي، والبساطة والسذاجة (ἁπλοῦν καὶ ἠλιθιώτερον) عن الدم. ولكن ليس لطبيعة البلغم تأثير على صفات الروح (τοῦ δὲ φλέγµατος ἡ φύσις εἰς µὲν ἠθοποιῗαν ἄχρηστος)». وأضاف قائلًا إن الدم هو مزيج من أربعة عناصر: الماء والهواء والنار والأرض.
تتوافق هذه المصطلحات جزئيًا فقط مع المصطلحات الطبية الحديثة، التي لا يوجد فيها فرق بين الصفراء والسوداء وللبلغم فيها معنى مختلف تمامًا. اعتُقِد أن هذه المواد هي المواد الأساسية التي تتشكل منها كل السوائل داخل الجسم. اقترح روبين فاهروس (1921)، وهو طبيب سويدي ابتكر سرعة ترسب الدم، أن الأخلاط الأربعة استندت إلى ملاحظة تخثر الدم في وعاء شفاف. حين يُسحب الدم ويوضع في وعاء زجاجي ويُترك لساعة واحدة، يمكن رؤية أربعة طبقات مختلفة في الوعاء. تتشكل خثرة سوداء في الأسفل («السوداء»). تتشكل فوق الخثرة طبقة من كريات الدم الحمراء («الدم»). يليها للأعلى طبقة بيضاء من كريات الدم البيضاء («البلغم»). ويطفو في الأعلى مصل رائق أصفر («الصفراء»).
كُتبت العديد من النصوص اليونانية خلال العصر الذهبي لنظرية الأخلاط الأربعة في الطب اليوناني بعد جالينوس. كانت إحدى هذه النصوص أطروحة مجهولة سُميت حول تركيب الكون والإنسان، ونشرها جاي إل آيديلر في منتصف القرن التاسع عشر. يحدد المؤلف في هذا النص العلاقة بين عناصر الكون (الهواء والماء والأرض والنار) وعناصر الإنسان (الدم والصفراء والسوداء والبلغم) إذ يقول:
الناس ذوو الدم الأحمر ودودون، يمزحون ويضحكون على أجسادهم ومظهرهم، لونهم وردي مائل للأحمر، وبشرتهم جميلة.
الناس ذوو الصفراء أكثر مرارة، وسريعو الغضب، وجريئون. يبدون مخضرّين وجلدهم أصفر.
الناس المكونون من السوداء كسولون وجبناء ومرضى. لديهم شعر أسود وعينان سوداوان.
من يملكون البلغم كئيبون وكثيرو النسيان ولديهم شعر أبيض.
الدم
اعتُقد أن الدم يتشكل حصرًا في الكبد. وترافق بالطبيعة المتفائلة (متحمسة ونشيطة واجتماعية).
الصفراء
اعتُقد أن زيادة الصفراء تؤدي للعدوانية ويؤدي الغضب المفرط تبادليًا إلى اختلال الكبد واختلال توزان الأخلاط.
السوداء
تشتق كلمة «سوداوية» من الكلمة اليونانية «μέλαινα χολή» (السوداوية) التي تعني «السوداء». يعود الاكتئاب إلى فرط السوداء أو إفرازها غير الطبيعي من الطحال.
البلغم
اعتُقد أن البلغم يترافق مع السلوك اللامبالي، كما يُلاحظ في كلمة «لمفي». يختلف البلغم في الخلطية كثيرًا عن البلغم الذي نعرفه اليوم. سأل تشارلز ريشيه، عالم الفيزيولوجيا الفرنسي والحائز على جائزة نوبل، بشكل بلاغي عند وصفه لـ«البلغم أو الإفراز النخامي» في الخلطية عام 1910، «هذا السائل الغريب، الذي يتسبب بالأورام، والاخضرار، والروماتيزم، والتلون، أين يتواجد؟ من سيتمكن من رؤيته؟ ماذا يمكننا القول عن هذا التصنيف العجيب للأخلاط ضمن أربعة مجموعات، اثنان منهما خياليان تمامًا؟»
“إن ميل العقل يتبع درجة حرارة الجسم.” – جالينوس
الأسود (الكئيب) الكئيب
الصفات: شره، عاطفي، انطوائي
التصنيف: أسود
العنصر : الأرض
الموسم: الشتاء
العمر: الشيخوخة
الصفات: بارد وجاف
العضو: الطحال أو المرارة
الكوكب: زحل
البلغمي
Phlegmatic الصفات: خائف، ثقيل، بطيء
التصنيف: بلغم
العنصر: ماء
الموسم: الخريف
العمر: النضج
الصفات: بارد ورطب
العضو: الدماغ أو الرئتين
الكوكب: القمر
الصفرواي (الصفراء) الكوليكي
الصفات: طموح، سريع الغضب، عنيف
التصنيف: أصفر
العنصر : النار
الموسم: الصيف
العمر: الطفولة
الصفات: حار وجاف
العضو: الطحال أو المرارة
الكوكب: المريخ
الصفات: غير مسؤول، كريم، سعيد، متفائل، محب، عاطفي
التصنيف: الدم
العنصر: الهواء
الموسم: الربيع
العمر: المراهقة
الصفات: حار ورطب
العضو: القلب أو الكبد
الكوكب: المشتري
“إن المزاجات الجنسية تشكل عائقًا خطيرًا آخر أمام السعادة… إن موضوع المزاجات هذا مهم للغاية. فليس من الضروري فقط أن يكون هناك تقارب بين المراكز المختلفة للآلة العضوية ـ الفكر والعاطفة والحركة والغريزة والجنس ـ بل إن تقارب المزاجات ضروري أيضًا.
فبفضل تقارب المزاجات والعلاقة المتبادلة المثالية بين المراكز المختلفة للآلة البشرية فقط يمكن أن يكون هناك تقارب أصيل من شأنه أن يجلب السعادة”. —سمائيل أون فيور، علم الجنس..
الأخلاط الأربعة يجب ان تكون متناسبة مع بعضها البعض من حيث القوه والكميه لكي يكون الجسم سليما 🎖️🌸
منتهى الروووعة والإبداع ورغم التطور الطبي الذي وصلنا اليه اليوم إلا انني أميل للطب التقليدي وتعريفه للأمراض ووصفاته العلاجية لأن الطب الحديث أثبت لنا وللأسف أنه غير قادر على محاربة علاج الكثير من الحلات التي استطاع الطب التقليدي علاجها واستبدال المرض بالصحة بفترة قياسية .. شكرا للعلماء الذين اعطونا خلاصة ابحاثهم وشكر عظيم للماستر صموئيل جامع وناقل هذه العلوم لنا